مسباح عمر | M I S B A H  O M A R

قصة خامة البكلايت

في أوائل القرن العشرين، وبالتحديد عام 1907، وُلدت ثورة صناعية على يد رجل واحد… الكيميائي البلجيكي المبدع ليو هندريك بيكلاند، الذي هاجر من بلجيكا إلى الولايات المتحدة، ليستقر في مدينة يونكيرس القريبة من ولاية نيويورك. وهناك، في مختبره الخاص، بدأ يرسم ملامح مستقبل جديد لم تكن البشرية قد تخيلته من قبل .


لكن قبل أن يُحدث انقلابه الكبير في عالم المواد الصناعية، سطّر بيكلاند اسمه أولاً في عالم التصوير الفوتوغرافي، وذلك باختراعه لمادة "فيلاكس" (Velox)، وهو ورق تصوير فوتوغرافي يُمكن استخدامه في الإضاءة الصناعية، على عكس الأنواع السابقة التي كانت تتطلب ضوء الشمس.

لاقى هذا الابتكار رواجًا واسعًا، مما جذب انتباه شركة إيستمان كوداك، التي قامت بشرائه منه مقابل مبلغ مالي ضخم في ذلك الوقت.

هذا النجاح لم يكن نهاية طموحه، بل كان مجرد بداية؛ إذ استخدم العائدات ليؤسس مختبره الخاص ويُكرّس وقته الكامل للأبحاث والتجارب الكيميائية، ومنها انطلقت قصة الـــــــــــبــــــــــكــــــــــلايــــــــــت !


كان شغفه بالكيمياء لا يعرف حدودًا ، وفضوله العلمي دفعه إلى التجربة المستمرة ، إلى أن توصّل إلى اختراع مادة فريدة تُعدّ أول بلاستيك صناعي بالكامل في التاريخ !

هذه المادة، التي أطلق عليها اسم البكلايت، كانت مقاومة للحرارة، وعازلة للكهرباء، وقابلة للتشكيل، مما جعلها مثالية للاستخدام في مجموعة واسعة من الصناعات.

وفي عام 1907، تقدّم بيكلاند بطلب للحصول على براءة اختراع لعملية تصنيع هذه المادة، والتي اعتمدت على تفاعل الفينول والفورمالدهيد تحت ضغط عالٍ وحرارة مرتفعة. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل قام بتصميم وعاء ضغط بخاري يُعرف باسم "باكلايزر"، والذي استُخدم لأول مرة عام 1909 لإنتاج كميات تجارية من البكلايت. وكان هذا الجهاز العجيب مصنوعًا من سبائك الحديد، ويبلغ عرضه 35 بوصة، وعمقه 40 بوصة، وطوله 72 بوصة. أطلق عليه المشغلون الأوائل اسم "Old Faithful" – أي "العجوز الوفية" – نظرًا لاعتماديته ومتانته، وهو لا يزال صالحًا للاستخدام حتى يومنا هذا.


أسّس بيكلاند شركته الخاصة، وأطلق شعارًا لا يُنسى:

"البكلايت… مادة الألف استخدام!"

وسرعان ما غزت هذه المادة الأسواق، فدخلت في تصنيع الأجهزة الكهربائية، وأغطية الهواتف، وأزرار الملابس، والراديوهات، بل وحتى مكونات السيارات والطائرات. ومع تطور الصناعات، أصبح البكلايت رمزًا لعصر جديد من الابتكار .


اذكر لكم بشكل مختصر ومنسق عن مادة البكلايت ...


ما هي مادة البكلايت؟

البكلايت (Bakelite) هو أول بلاستيك صناعي بالكامل في العالم، اخترعه العالم ليو هندريك بيكلاند عام 1907، ويُعتبر بداية عصر المواد البلاستيكية.


مكوناته الكيميائية:

البكلايت يُنتج من تفاعل كيميائي بين:

  • الفينول (Phenol): مادة عضوية تُستخرج من الفحم أو النفط.
  • الفورمالدهيد (Formaldehyde): غاز عديم اللون، شديد التفاعل.

يتم خلط الفينول والفورمالدهيد مع مادة محفزة (عادة قاعدة مثل الصودا الكاوية)، ثم يُسخن الخليط تحت ضغط مرتفع في جهاز يُسمى الباكلايزر.

تنتج من هذه العملية مادة صلبة غير قابلة للذوبان أو الانصهار، تُسمى البكلايت.


⚙️ خصائص البكلايت:

  • عازل ممتاز للكهرباء: لذلك كان مثاليًا في الصناعات الكهربائية.
  • مقاوم للحرارة: يتحمّل درجات حرارة مرتفعة دون أن يتشوّه.
  • صلب وغير مرن: لكنه قابل للتشكيل أثناء التصنيع قبل أن يتصلّب تمامًا.
  • مقاوم للماء والمواد الكيميائية.
  • لا يذوب ولا ينصهر بعد أن يتصلب (حراري التصلب – Thermosetting).

استخداماته القديمة:

في بدايات القرن العشرين، أصبح البكلايت جزءًا أساسيًا في الحياة اليومية، ومن أبرز استخداماته:

1. المجال الكهربائي:

  • تصنيع عوازل الكهرباء
  • أغطية مفاتيح التشغيل
  • قواعد المصابيح الكهربائية
  • أسطح لوحات المفاتيح

2. الأجهزة المنزلية:

  • الراديوهات القديمة (هيكل خارجي جميل وعملي)
  • الهواتف الأرضية السوداء الكلاسيكية
  • الخلاطات والمكاوي

3. الاكسسوارات:

  • أزرار الملابس
  • مقابض الأدوات والسكاكين
  • المجوهرات (خاصة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي)

4. السيارات والطائرات:

  • لوحات التحكم
  • عوازل داخلية
  • أجزاء من لوحات العدادات

ملاحظات مميزة:

  • البكلايت كان يُصبّ في قوالب، ويُعالج تحت حرارة، ليأخذ شكله النهائي.
  • بمجرد تصلبه، لا يمكن إعادة تشكيله، مما يجعله دائمًا وثابتًا.
  • سُوّق له حينها كمادة "سحرية" تجمع بين الخشب والمعادن والمطاط بخصائص متفوقة.


وجميع ما ينزل في المتجر باسم ( الصب القديم ) فهذا يعني ان المسباح تم تصنيعه من هذه المادة .


جميع الحقوق محفوظة ، المصادر مُسجلة في صفحة مخصصة .